2006/11/30

فوز الديمقراطيين ورياح التغيير في البيت الامريكي

يجب ان نقر جميعا بانه اذا اردنا ان نعرف مايجري في العراق فلابد لنا ان نلم بمايدور في امريكا وكذلك الحال ينسحب على كل العالم ، فلقد اصبح العالم رقعة شطرنج تدار من البيت الابيض ومانحن الا مربع ضمن مربعات هذه الرقعة تحرك الولايات المتحدة فرسانها وبيادقها كيف شاءت على طول وعرض العالم ، ولايخفى على احد ان الانتخابات التشريعية النصفية للكونغرس الامريكي والتي جرت في السابع من هذا الشهر حملت معها تغيرات في اركان البيت الامريكي والمطلع والمتابع لشؤون السياسة الامريكية لم يتفاجا بما حدث فلقد كانت مجريات الامور من النوع المتوقع خصوصا في ظل السياسة التي انتهجها البيت الابيض في الحرب على الارهاب والحرب على صدام حسين والتعنت الامريكي واصرار ادارة بوش التغاضي عن كل السلبيات التي ظهرت بداء من حرب افغانستان وصولا الى حرب العراق مرورا بعدة محطات كالقضية الفلسطينية وحكومة حماس وحرب حزب الله مع اسرائيل ودارفور والملفات الساخنة التي طفت على السطح من معتقل غوانتانامو وسجن بوغريب ومارافقها من انتهاكات مست مصداقية حقوق الانسان في الجيش الامريكي كل هذه الامور وغيرها الكثير مما اوردها الكاتب الصحفي الامريكي بوب وود ورد في كتابة حالة نكران القت بضلالها على سير مجريات الاحداث في الاسبوع الاخير ، فكان الحدث الذي سيطر فية الديمقراطيين على اغلبية مقاعد الكونغرس الامريكي وانتزاعهم المجلس من الجمهوريين بعد سيطرة دامت لمدة اثنى عشر عاما منذ عام 1994 ، الان اصبح لزاما على الرئيس الامريكي تغيير بعض اركان حكومته وتغيير سياسته في العراق وتغيير استراتيجيات السياسة الامريكية في التعامل مع شعوب العالم وسياسات التعامل مع ملفات الاحداث بما يتلائم مع توجهات الحزب الديمقراطي ، فلاول مرة منذ تولية الرئاسة الامريكية في 2001 سيواجه بوش معارضة قوية من الكونغرس وعلية ان يبدي بعض الليونة والمرونة والمقاربة مابين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لحين انتهاء ولايتة في يناير 2009 م، ولن ينفرد بوش بعد الان باتخاذ القرارات بنفسة فلقد اصبحت الاغلبية للديمقراطيين مما يضع قرارات بوش تحت مجهر التدقيق والمراقبة . سياسة الرئيس الامريكي بوش الداعية الى التمسك بالعراق والبقاء فية لحماية الولايات المتحده ستلاقي تعديلا في تحديد جدول الاعمال وطرح بدائل اخرى ومن المتوقع ان تشهد المرحلة القادمة تغييرا استراتيجيا في السياسة الامريكية لن يكون بالضرورة الخروج من العراق وانما سياسة ستخفض من التقارير اليومية عن عمليات اراقه الدماء وارتفاع الخسائر في الارواح بين القوات الامريكية ولن يؤثر ذلك في خفض التمويل للعراق لان عددا كبيرا من الامريكيين يعارض هذه الخطوة والتي دعا اليها الديمقراطيين لما لهذا الخفض في التمويل من تأثير سلبي على القوات الامريكية المتواجده في العراق وتعريضها للخطر. هذا على صعيد التغيير في السياسات الامريكية الخارجية اما على صعيد اعادة ترتيب البيت الابيض فقد اعلن بوش عن قبول استقالة رامسفيلد وزير دفاعة زعيم الصقور المتحصن بالبنتاغون والاعلان عن ترشيح روبرت جيتس خلفا له والاخير من رجالات بوش الذين يعدهم من افضل مسئولي أجهزة الامن خبرة في الولايات المتحده باعتبارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الا ان هذا الترشيح لابد ان يخضع لموافقة الكونغرس الامريكي حتى يتمكن جيتس من تولي مهام منصبة الجديد في البنتاغون ، ومن المعروف ان رامسفيلد وديك تشيني نائب الرئيس الامريكي قد اثارا لغطا كبيرا حول رسم السياسة الامريكية ومواقفهم المتشدده في حرب العراق والخسائر التي تكبدها الجيش الامريكي المتواجد في العراق وقد ظل بوش متمسكا بهما رغم ارتفاع الاصوات المطالبة باقالتهما معتبرا ان رامسفيلد المهندس الاساسي في حربه على صدام حسين ، وكان من المعروف سلفا راي الديمقراطيين في رامسفيلد فكان من الاجدى قبول استقالته اما ديك تشيني فمازال بوش مصرا على بقاءة ويتمتع بثقته وسيبقى في نفس منصبه وقد جوبه دونالد رامسفيلد بعدة انتقادات منها من عدد من جنرالاته لتجاهلة لاستشاراتهم العسكرية وتسييرة لشؤون الوزارة عن طريق الابتزاز كما اعلنوا ذلك في ابريل 2006 م وكان رد رامسفيلد وهو المصارع السابق في جامعة برينستون بانه اذا لم تتعرض للانتقادات فأنت لاتقوم بعملك على الوجه الصحيح وفي موقف اخر وجه اليه احد جنود البحرية الامريكية ذات مرة نقدا مباشرا بدعوى ان التجهيزات التي تقدم للجنود الامريكيين في ساحات المعارك غير مناسبة ناهيك عن الامر الذي اثار حفيظة قدماء المحاربين في الجيش الامريكي الذين صبوا علية جام غضبهم لانه كان يستخدم آلة نسخ التوقيعات في رسائل العزاء التي ترسل لاسر القتلى من الجنود الامريكيين اضافة للانتقادات المعروفه والمتعلقه بسجن بوغريب والانتهاكات في معتقل غوانتانامو ومااعتبر من تصريحات غير مستنده الى معلومات عن وجود اسلحة نووية في العراق وعلاقة صدام حسين برئيس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن .

انتخابات التغيير في الكونغرس الامريكي حملت معها نانسي بيلوسي لتكون النائبة الديمقراطية المرشحه لتولي منصب رئيسة مجلس النواب والتي اعلنت من فورها بان على الجميع الاعتراف بان السياسة الامريكية المتبعة حيال العراق كانت فاشله وان على رامسفيلد ان يتحمل المسؤولية ودعت الى نهج جديد في التعامل مع الحرب في العراق ، بيلوسي تعتبر اول سيدة تتولى منصب رئاسة المجلس بعد الفوز الذي حققه الديمقراطيين واقترحت في حملتها الدعائية رفع الضرائب ومساعدة المهاجريين غير الشرعيين ودعم زواج المثليين بين ابناء الجنس الواحد اضافة الى تبنيها لتوصيات لجنة الحادي عشر من سبتمبر ورفع الحد الادنى للاجور والتوسع في الابحاث الجينية وقد صعدت بيلوسي لرئاسة المجلس خلفا لرئيس المجلس الحالي الجمهوري هاستيرت الذي يشغل المنصب منذ 1999 وحسب الدستور الامريكي تصبح بيلوسي الشخص الثاني المؤهل لخلافة الرئيس الامريكي جورج بوش بعد نائبه الحالي ديك تشيني وقد سبق لبيلوسي البلغة 66 عاما ان دخلت التاريخ بعد فوزها بانتخابات زعامة حزب الديمقراطيين عام 2002 لتصبح اول سيدة تتولى هذا المنصب وهي التي تمثل مقاطعتها سان فرانسيسكو في الكونغرس الامريكي منذ عام 1987 وسيقع على عاتق بيلوسي تعيين سياسيين للاشراف على مؤسسات رئيسه في البلاد الى جانب مهامها كرئيسة للمجلس

وعن موقف العرب والمسلمون الامريكيون من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس فقد تغيرت مواقفهم عما كانت علية قبل ست سنوات عند اظهارهم التأييد القوي لجورج بوش عام 2000 والذي كان حاسما في بعض الولايات وهم الذين يقترب تعدادهم من ربع مليون نسمه في محيط العاصمة واشنطن فقد كانوا يتوقعون ان يكون بوش مثل والدة في موقفه من اسرائيل وامكانية الضغط عليها ، الا ان احداث الحادي عشر من سبتمبر وماتلاها من حرب على الارهاب وحرب العراق جعلتهم في دائرة الضوء ففضلوا ان يناؤ بانفسهم عن الدوائر السياسية ورغم تنافس الحزبين على استمالة اصوات الاقليات العرقية والدينية الا ان العرب والمسلمون وجدوا انفسهم او اغلبيتهم تؤيد الحزب الديمقراطي طوعا دون ان يخطب ودهم احد ، وللمرة الاولى انتخب الامريكيون نائبا مسلما من اصول افريقية عن الحزب الديمقراطي ويفوز بمقعد في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا ، كيث اليسون والذي شدد على ضرورة الانسحاب الفوري للقوات الامريكية من العراق وفيما يتعلق ببيان اليسون الانتخابي فقد دعم حقوق المثليين وحق المراة في الاجهاض معارضا بذلك مواقف اليمين الاسلامي الامريكي ، اما عن موقفه من الازمة الفلسطينية – الاسرائيلية فهو لايختلف كثيرا عن مواقف الادارات الامريكية المتعاقبه معتبرا ان حماس هي العائق الاكبر امام تحقيق السلام وقيام دولتين وتطبيق خارطة الطريق وعن راية في الملف النووي الايراني فهو يرى ان ايران هي الداعم الاول للارهاب الدولي ويجب منعها من حيازة السلاح النووي ، ورغم ان اليسون لم يبرز انتمائه الديني خلال حملته الدعائية بالانتخابات الا انه تعرض لهجمات على خلفية علاقته بجماعة امة الاسلام المتهمة بالعنصرية ومعاداة السامية الا انه اسرع الى ادانة مواقف امة الاسلام وبرر ذلك بانه لم يكن يدرك موقف زعيمها بالكامل

رغم كل ذلك ومايظهر من اختلاف وتباين وجهات النظر والصراع على من يقود من فان الغاية تضل واحده " المهم هو حماية الولايات المتحدة " كما ردد بوش في نهاية يوم الثلاثاء السابع من نوفمبر وضمان مصالحها وتدفق مواردها وبسط سيطرتها وهيمنتها على العالم .

فايز علي يوسف

Fayiz.ali @hotmail.com

أجندة الديمقراطيين خلال ماتبقى من فترة رئاسة بوش

فوز الديمقراطيين في الانتخابات التشريعيه النصفية للكونغرس الامريكي والتي جرت في السابع من هذا الشهر اكدت تفوقهم على الجمهوريين وانتزاعهم السيطرة على البرلمان للمرة الاولى منذ اثنى عشرة عاما .

والتي اذنت برحيل حقبة سيطر فيها الحزب الجمهوري على البيت الابيض وقد فسر خبراء كثيرون هزيمة الجمهوريين في الانتخابات البرلمانية بأنها انعكاسا لسياستهم حيال الاوضاع المتدهورة في العراق في ظل تصاعد الانتقادات ضد السياسة التي اتبعوها هناك .

واعترافا من بوش بسيطرة الديمقراطيين على البرلمان فلقد مد يدة الى رئيسة البرلمان الجديدة بيلوسي داعيا اياها الى العمل سويا من اجل ايجاد حل للازمة مبادرا بدعوتها والرجل الثاني في مجلس النواب من الديمقراطيين وستني هوير الى الحوار على مائدة الغداء وتقريب وجهات النظر حول مستقبل العلاقة بين البيت الابيض ومجلس النواب فقد اصبح يتعين على بوش ان يتعايش مع الوضع الجديد الذي يحتم علية اخذ موافقة المجلس دوما لاي اعتمادات جديدة او ميزانية بشأن

الخطط في العراق . وفي العاشر من نوفمبر اجتمع بوش باثنين من اعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين هما هاري ريد الذي يرأس الاغلبية في مجلس الشيوخ وديك ديربين في خطوة سباقة من بوش للتفاهم مع زعماء الحزب الديمقراطي ، ولكننا يجب ان ندرك ان فوز الديمقراطيين لن يغير من الاستراتيجية الامريكية حيال الوضع في العراق والشرق الاوسط بوجه عام ولكن التكتيكات قد تتغير .

وفيما يخص الاجندة المتوقعة للديمقراطيين خلال الفترة المقبلة من رئاسة جورج بوش فعلى راس الاولويات يأتي الوضع الراهن في العراق وكيفية التعامل مع الوضع هناك وقد قدم الديمقراطيين عدة تكتيكات منها خفض القوات الامريكية المتواجدة بالعراق وربما البقاء في العراق لمدة اقصر مماكان مخططا لها وليس بالضرورة سحب القوات الامريكية من العراق قبل نهاية عام 2007 ، كما ان التقرير الذي سيقدمة مجموعة من الخبراء على راسهم جيمس بيكر وزير الخارجية الاسبق حول الوضع في العراق سيتضمن الاجراءات الضرورية والسياسات البديلة للتعامل مع الوضع في العراق والتي يمكن ان يتفق الطرفان ( بوش الذي يمثل الجمهوريين وحزب الديمقراطيين المسيطر على الكونغرس ) على قبولها وستكون بمثابة رسم خطة

للانتصار في العراق ورؤية مستقبلية في طريق تغيير النهج الامريكي في التعامل مع الوضع في العراق .

وحول موضوع القضية الفلسطينية فيجب الا نعقد الامال كثيرا على الديمقراطيين في هذا الجانب فمن المعروف تاريخيا ان الحزب الديمقراطي اكثر مساندة ودعما لاسرائيل من الجمهوريين فهم لن يتخلوا عن دعم اسرائيل وان كان من المتوقع ان سياستهم تجاه الملف النووي الايراني لن تلاقي الاهتمام الكثير في واشنطن خلال الفترة القادمة كما كان سابقا ، وقد المح عدد من رؤساء اللجان بمجلس النواب من الديمقراطيين بفتح سلسلة من التحقيقات وجلسات الاستماع في امور وقعت خلال فترة رئاسة بوش السابقه دون ان تحظى بالتدقيق في ظل هيمنة الحزب الجمهوري على الاوضاع في واشنطن .

وعلى صعيد الاجندة الداخلية للحزب الديمقراطي فالنية تتجه الى اجراء تعديلات على برامج التأهيل مثل الضمان الاجتماعي ومساعي لرفع الضرائب والتي قالوا انها كانت محابية الى حد كبير للاكثر غنى وتتضمن الاجندة المرتقبة رفع الحد الادنى للاجور وزيادة الانفاق

وتعزيز الامن الداخلي والتعليم وتقليل التركيز بسياسة الطاقة على النفط والغاز والسعي الى ايجاد بدائل للطاقة .

فلقد اصبح الان لزاما على بوش خلال العامين المتبقين من فترة رئاستة اللجوء الى التسوية والى توليفة من المفاوضات والدهاء السياسي للتعامل مع الوضع كما يتعين علينا ان لانتفائل كثيرا ونمني انفسنا بتغيير الولايات المتحدة لسياستها المعهودة في المنطقه والتخلي عن مصالحها الحيويه لمجرد فوز الديمقراطيين على الجمهوريين في انتخابات الكونغرس فالسياسة الامريكية لاتتغير بتغير ساكني البيت الابيض او بتغير المقاعد في الكونغرس الامريكي .

فايز علي يوسف

Fayiz.ali@hotmail.com

2006/11/04

نوبل لبنك الفقراء غرامين

"حتى في البلدان التي توفر حكوماتها خدمات العلاج الطبي والتعليم للجميع فأنها من النادر أن تتوجه الى المعدمين .."


هذا ماأكدة المصرفي البنغالي محمد يونس المولود في عام 1940 الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2006 في حوار له مع (غلوبال فيوبوينت) فقد شعر محمد يونس كاستاذ اقتصاد يدرس بجامعة شيتاغونغ ببنغلاديش ان مايدرسة لايحل مشاكل الفقراء ولايعود عليهم بالفائدة في واحدة من اكثر بلاد العالم فقرا ، وتعاني من مشاكل اهمها الجهل الى جانب الفقر . وفي مجتمع الرجال فيه لايتحملون مسئولياتهم كاملة فحدث ان اعطى لامراءة قرضا عبارة عن ستة دولارات حتى تستطيع ان تشتري المواد اللازمة لتصنع السلال وتبيعها وكان ان ردت مبلغ القرض كاملا بعد فترة قصيرة وهذا ما فاجأ محمد يونس حيث لم يتوقع ان يعود اليه المبلغ مبكرا !!

وهذا ماأوحى له أمكانية تطبيق الفكرة على نطاق واسع فبذلك ولدت فكرة بنك القرية أو بنك غرامين عام 1976 فنظام القروض الصغيرة الذي تبناة البنك ولمدد قصيرة لم يكن يحتاج الى بنية تحتية ضخمه فقد اثبت بأنه قابل للبقاء وان مبلغ 200 دولار الذي يعاد ارجاعه في مدة قصيرة قابل للنمو ومن تجربة بنك غرامين التي تمثلت في اعطاء القروض للنساء فقط باعتبارهن الفئة المغلوب على امرها والتي يلقى على عاتقها تربية الابناء والعناية بالمنزل ومن هنا تولد لديهن الاحساس بالمسئولية وهذا هو الضمان الوحيد للحصول على القرض ببنك غرامين ... الثقه ، فكن النساء هن الفئة المستفيده من هذه القروض دون تقديم ضمانات اضافية حيث ثبت من خلال تجربة البنك ان عدم الايفاء بسداد الدين كانت نسبته قليلة في حين كان الايفاء بسداد الدين نسبته 98% وهذا امر تحلم بتحقيقة البنوك التقليدية !!

الالية التي استند عليها البنك كانت مشجعة للايفاء بالقروض حيث كان يؤهل المقترض الى الحصول على قرض اكبر في كل مرة يسدد فيها الدين حتى يصل مبلغ القرض الى 4000 دولار ، ففي مجتمع مثل بنغلاديش اثر ذلك النظام على الاسر المقترضه فتنامى الدخل وتحسنت بيئة المساكن والصحه حتى بكثير من التفاؤل انخفضت نسبة الوفيات بين الاطفال لتوفر العلاج .. فالقرض الذي ساهم في شراء بقرة ثم انتاج الحليب وبيعه ادى الى فتح مطعم صغير ، حتى انه بهكذا مجتمع كان لدور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استفادة في تحسين دخل الفقراء وذلك عن طريق قيام بعض البنغلاديشيات الى الاقتراض لشراء الهواتف النقالة وبالتالي الى بيع مكالمات هاتفية في المناطق الفقيرة من القرى المنتشرة اي ان تصبح كل واحدة منهن "شركة خدمات هاتفية " متنقله وقد بلغ عددهن 11600 "سيدة هاتف" وكل واحدة منهن تغطي قريتين .

وفي عام 2002 وصل حجم قروض بنك غرامين الى 3.8 مليون دولار وبغطي 41636 قرية من خلال 1178 فرعا واليوم يخدم بنك غرامين نحو 6.1 مليون مقترض في بنغلاديش ، وبعد حصول البنك على تصريح للعمل كمصرف عام 1983 فقد كون البنك شبكة عالمية تابعةله شملت 52 شريكا في 22 دوله في اسيا وافريقيا والامريكتين والشرق الاوسط ، وهذا ومما يثلج الصدر ان التجربة انتقلت الى عدد من الدول العربية التي تعاني من معدلات فقر مرتفعة كمصر والاردن ولبنان واليمن وقد تبنتها عدد من الجمعيات والمنظمات الاهلية وتم تطويرها بما يتناسب مع مراعاة خصوصيات الفقراء في المجتمع العربي ، ففي مصر اصبح بنك غرامين شريكا في " برنامج التضامن " المؤسسة الصغيرة التي يعمل فيها 100 شخص وتملك ستة فروع في الاحياء الشعبية في القاهرة وقد استفاد من البرنامج 16 ألف امراة مصرية حصلن على قروض متناهية استطعن بها التحسين من اوضاعهن .

لقد نجح محمد يونس من تطوير مجتمعه وتعميم فكرته على العالم وادخال السرور الى ملايين الاسر الفقيرة في مختلف بقاع المعمورة .. فهل سيكون بنك غرامين والمؤسسات التضامنية الاخرى بمناى عن جرافة منظمة التجارة العالمية وهل ستصمد امام انظمة اقتصاد عملاقه وشركات عابرة للقارات وهل سيكون للمنتجين الصغار نصيب من السوق وادخال السرور على اسرهم الفقيرة وكيف سيكون بامكانهم الاستفادة في ظل نظام العولمة من قروضهم ومشاريعهم الصغيرة وطموحاتهم الكبيره للخروج من تحت خط الفقر .

وجائزة نوبل للسلام الذي فائز بها محمد يونس يوم الجمعة 13-10-2006 لجهوده في إرساء تنمية اجتماعية واقتصادية والتي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونه سويديه (1.36 مليون دولار ) فقد استحقها من بين 191 مرشحا وكانت مفاجأة للجميع .

ومن المفارقه ان مبلغا يصل الى 83 مليار دولار والذي دفعته الولايات المتحده لتعويض مزارعيها مؤخرا ( نتيجة الاعاصير) يمنكة ان يمول 100 مليون عائلة فقيرة على مستوى العالم ولمدة عشر سنوات بنظام القروض المصغرة حسب تقديرات محمد يونس .

fayiz.ali@hotmail.com

2006/10/28

كلمة البداية

بسم الله الرحمن الرحيم
البداية كانت الفكرة والتي اردت ان اوظفها في هذه المدونه والتي بدورها ستعرفني بكم وستعرفكم بي وستعرفني ببحر الانترنت الذي لا ينضب وفي مقولة لحكيم صيني قديم يقول بدلا ان تعطيني سمكة علمني كيف اصطادها وبهذا اردت ان اعلم نفسي الابحار في الانترنت .. ففي البداية كانت هذه المدونه والتي ارجو ان تكون فاتحه خير من خلالها استطيع التواصل مع عالمي الخارجي
وشكرا لكم الان